مقدمة المؤتمر
 

   أن ثقافة عصر العولمة وحتمياتها التكنولوجية التي تقوم على مبدأ " اللحاق أو الانسحاق " توجب علينا أن نفتح نوافذنا لتهب عليها الرياح من كل جانب، ولكن يجب أن لا نسمح لها أن تقلعنا من جذورنا، أو تطمس معالم شخصيتنا، وهذه مهمة النظام التربوي العربي الذي يحرس طموحاتنا، والذي يتولى إعداد الأجيال العربية للحاضر الفاعل، وللمستقبل الطموح لبناء مجتمع المعرفة، والهوية العربية العلمية الانسانية؛ لتسهم في صنع الحضارة الأنسانية الراقية، وهذا مافعلته أمتنا في أيامها الخالدة،  وما تفعله اليوم الأمم المتقدمة؛ وليواجه هذا النظام التربوي التحديات الكثيرة للأمة في هويتها وثقافتها، ولغتها وفكرها واقتصادها وآمالها، وتعليمها وتعلمها.

  لقد بات من المطالب الملحة في النظام التربوي العربي، أن تتغير منهجيات التعلم والتعليم، وأن تتغير أساليب تصميم المناهج الدراسية؛ كي تتولى التربية الانتقال بالمجتمع من مرحلة ثقافة المعلومات الى مرحلة ثقافة المعرفة، ثم الى مرحلة ثقافة الحكمة التي  نرجو أن تكون هي ثقافة المستقبل وعلمه الشامل، وهذا يكون بجهود علماء الأمة ومثقفيها ومفكريها.

ومن أجل كل هذا وكي لانظل في موقف المستهلك وموقف المفعول به علينا العمل لإصلاح الخلل في حركة تاريخ امتنا الحديث  بوعي القيادات الفكرية والثقافية في الوطن العربي بخطورة مشكلة النظام التربوي العربي،  فجاء مؤتمرنا هذا  ليتدارس مفكرو الأمة، ومثقفوها، وعلماؤها نظامها التربوي، في بحوث علمية، ومناقشات جادة لتطويره ووضع الحلول لمعوقاته بمشاركة  حقول العلوم التربوية المتعددة: القيادة التربوية، والمناهج والتدريس، وتربية الطفل، والإرشاد النفسي والتربوي، والتربية الخاصة، وعلم النفس التربوي، وتكنولوجيا التعليم، وعلم المكتبات والمعلومات، وهذه الفعاليات تُعقد في رحاب الجامعة الأردنية، وفي أرض العروبة المملكة الأردنية الهاشمية .