موضوع المؤتمر:
أطل الربيع العربي يحمل في طياته حراكات وتجمهر شعبي وتواصل اجتماعي وتدابير أمنية وتدخلات خارجية واشتباكات متنوعة؛ أحياناً سلمية وكلامية وأخرى بالعصي وخراطيم المياه، وانتهت قصفاً بالصواريخ وبالمدفعية؟! فهل أزهرت براعم الربيع العربي؟! هل أثمرت وتم قطف ثمارها قبل أن تنضج؟؟
أهداف هذا المؤتمر ليس تحليلاً للأسباب أو تجميلاً لما حدث من اضطراب، وليس وصفاً للربيع العربي بأنه أخضر أو أصفر أم أنه أحمر قانٍ!!!. إن أبرز الأهداف هي الوقوف عند انعكاسات ذلك الربيع بكل أحداثه ومنعطفاته وتردداته على المجتمع العربي، وخاصة الضعف الاقتصادي بأشكاله المختلفة، وانخفاض مستوى المعيشة والتراجع في توفير الخدمات الأساسية وزيادة معدلات الفقر والبطالة، وضعف المساءلة والشفافية وتفشي الفساد وغياب العدالة وتكريس الفجوة بين طبقات المجتمع.
لا تقف الأهداف عند هذا الحد بل تجاوزته لاستشراف طبيعة المرحلة المقبلة من تاريخ العرب وعنوانها: (حرية /توزيع عادل للثروات/ بناء دولة عصرية)؛ فقد افرز الربيع العربي تحديات اجتماعية اقتصادية كبيرة في مقدمتها: توفير فرص العمل للشباب الذين يشكلون الغالبية العظمى من التركيبة السكانية؛ وتهيئة البيئة الملائمة للتفاهم والمشاركة المجتمعية والسياسية والشبابية؛ والحد من تصاعد الصراعات المجتمعية في ظل النتائج المخيبة للآمال للتنمية العربية.
نطمح أن يطرح المؤتمر رؤى متعددة في التعامل مع تلك التحديات وعلى رأسها: توفير منظومة مستقرة سياسياً وامنياً واجتماعياً تكفل مزيداً من الحقوق السياسية، وتأخذ بعين الاعتبار أن مستقبل الربيع العربي رهن بمستقبل التنمية العربية.